تعويض الأسنان المفقودة من خلال تركيبات جسور الأسنان
جسور الأسنان: هي تركيبة للأسنان ثابتة (تعويضات سنية ثابتة) تستعمل لاستبدال الأسنان المفقودة من خلال ربطها ببعضها البعض. قد يحتاج بعض لها لتحل مكان الأسنان المفقودة وتقوم بوظيفتها فيستعيد الشخص الترتيب الصحيح للأسنان والمظهر الجمالي للفم والابتسامة، والقدرة على مضغ الطعام بسهولة، والنطق السليم. يُصنع الجسر بتحضيره من كلا جانبي الأسنان المفقودة (الاسنان المجاورة للسن المفقود) أو في بعض الحالات من جانب واحد. تسمى الأسنان الطبيعية السليمة التي تدعم الجسر بالدعائم «abutment».
تتعدد أنواع جسور الأسنان ويعتمد اختيار نوع جسر الأسنان المناسب للفرد وحالته على عدة عوامل مثل عدد الأسنان المفقودة، وموقعها، ومدى قوة بنية الأسنان الطبيعية وجذورها، واعتمادًا على نوع المادة التي سيصنع منها الجسر وحجمه، يتم تقليل حجم الدعامة الطبيعية أي السن لملائمة الجسر حنى يتناسب مع المسافة المتبقية بحيث يكون حجم الأسنان الأصلي بمساواة مع الأسنان المقابلة في الجهة الأخرى، لذلك يجب اجراء فحص لسطح السن الداعم ولطول الجذر، ولحالته العامة ليتم تحديد فيما إذا كان بالإمكان وضع الجسر أم لا وذلك بقرار من الطبيب. يتم أخذ طابع للدعامة السنية، ويتم إنشاء الجسر في مختبر الأسنان بـهذا الطابع وبالمقاسات المناسبة. سنتناول في هذا المقال عن أكثر أنواع جسور الأسنان استخداما، والمواد المختلفة التي تصنع منها هذه الجسور، بالإضافة الى تسليط الضوء إلى اهم المعلومات عن جسر الأسنان المتحرك.
أنواع جسور الأسنان:
تتكون جسور الأسنان من سن اصطناعي أو أكثر، يتم تثبيته بالاستعانة بأسنان داعمة مجاورة طبيعية أو مزروعة. وسنذكر بعض من هذه الأنواع وكيفية تركيبها:
جسر الأسنان التقليدي
جسر الأسنان الثابت التقليدي Traditional Dental Bridge)) هو أكثر الأنواع شيوعًا، يتم صنعه من البورسلين والمعدن، أو السيراميك.
تتكون جسور الأسنان الثابتة من سن اصطناعي أو أكثر وتكون على تشابه كبير في شكلها للأسنان الطبيعية، ويتم تثبيت هذه السن الاصطناعية محل الأسنان المفقودة بواسطة تلبيسة (تيجان) متصلة بهذا السن توضع على الأسنان الطبيعية المجاورة من الجهتين.
يجرى تركيب جسر الأسنان الثابت عبر عدة خطوات،
منها:
- برد الأسنان الداعمة لتصغيرها للحجم المطلوب والمناسب للتمكن من تركيب التاج عليها.
- أخذ قياسات الأسنان اللازمة لتتناسب مع تركيب الجسر.
- تركيب جسر أسنان مؤقت لدراسة حالته وملاءمته إلى حين تصنيع الجسر الدائم.
- إزالة الجسر المؤقت وتثبيت الجسر الدائم بمادة طبية لاصقة.
جسر الأسنان الناتئ
جسر الأسنان الناتئ أو الكابولي (Cantilever Dental Bridge) هو نوع آخر من أنواع جسور الأسنان، لكنه قليل الاستعمال خاصة في الآونة الأخيرة.
يتكون من سن اصطناعية يتم تثبيتها بواسطة سن داعمة واحدة فقط في إحدى الجانبين، لذا بعد هذا النوع الخيار الأنسب في حال وجود سن واحدة بجانب السن المفقودة.
يناسب تركيب جسر الأسنان الناتئ الجزء الأمامي من الفم أكثر من الخلفي، وذلك لتجنب تطبيق ضغط قوي على السن الداعمة.
يتم تركيب جسر الأسنان الناتئ من خلال:
- برد السن الداعم الذي سيطبق عليه الضغط ليتناسب شكلا وحجما مع الجسر
- تركيب جسر مؤقت للتأقلم حتى الانتهاء من تصنيع الجسر الدائم.
- ثم تثبيت الجسر الدائم بمادة طبية لاصقة بقرار من الطبيب.
جسر الأسنان ماريلاند
يعد جسر الأسنان ماريلاند Maryland Dental Bridges)) أو الجسر المربوط بالراتنج (Resin-bonded Bridges) من الأنواع الشائع استعمالها للأسنان الأمامية، وتصنع من معدن مغطى بالبورسلين.
يتكون جسر الأسنان ماريلاند من سن اصطناعية تتصل بها قطعة من معدن أو بورسلين لها جناحان او ضلعان، حيث توضع السن الاصطناعية مكان السن المفقودة وتثبت بواسطة الجناحان للأسنان المجاورة.
لا يحتاج هذا النوع من أنواع جسور الأسنان إلى برد الأسنان المجاورة لتركيب الجسر، لذا فهي مناسبة للأشخاص الذين لا يرغبون في البرد واجراء تغيير على أسنانهم الطبيعية، ولكنها قد تكون أقل متانة وقوة وأماناً من الجسور التقليدية.
يجرى تركيب جسر الأسنان ماريلاند عبر:
- أخذ المقاسات المناسبة والدقيقة للأسنان
- إجراء تعديلات بسيطة على الأسنان المجاورة لتناسب وضع الجسر
- تركيب الجسر عبر إلصاق الأجنحة بمادة الراتنج في الناحية الداخلية للأسنان المجاورة.
الجسر المدعوم بأسنان مزروعة
يشبه الجسر المدعوم بأسنان مزروعة (Implant-supported Dental Bridge) جسر الأسنان التقليدي، ولكن يكمن الفرق الاساسي في أن الأسنان الداعمة هي أسنان مزروعة وليست طبيعية.
يعد هذا النوع مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من فجوة كبيرة وضعف شديد في أسنانهم، ولكن يجب التأكد من متانة وملاءمة بنية عظام الفك لعملية زرع الأسنان.
يتم زراعة الأسنان الداعمة جراحيًا في البداية، ثم الانتظار فترة حتى التعافي التام. ومن ثم تركيب جسر الأسنان.
بالرغم من أن هذا النوع من جسور الأسنان قد يستغرق فترة طويلة جدا تحتاج لصبر عدة أشهر مقارنة بباقي الأنواع، إلا أنه يعد مم أكثر الأنواع قوة ومتانة واستقراراً.
ما هو جسر الأسنان المتحرك؟
يختلف جسر الأسنان المتحرك او الجزئي القابل للإزالة عن أنواع جسور الأسنان الثابتة، إذ يستطيع الشخص ان ينزع هذا النوع من الجسور بنفسه عند الحاجة وإعادته مرة أخرى متى شاء، ويستخدم عادة للأشخاص التي تعاني من فقدان عدد كبير من الأسنان على كلا الجانبين.
تتكون جسور الأسنان المتحركة من قاعدة بلاستيكية تأخذ شكل تقوس الفك حيث تتثبت فيها أسنان اصطناعية على الجانبين لتحل محل الأسنان المفقودة، يترك فراغات في هذه القاعدة ويتم توصيل جانبي القاعدة بسلك معدني، كما يمكن استخدام مشابك لربطها في الأسنان المجاورة السليمة.
ما هي أنواع المواد المستخدمة في تصنيع جسور الأسنان
تختلف أنواع جسور الأسنان بناء على خصائصها ومميزات المادة المصنوعة منها، وتعمل جميعها على استعادة وظائف الأسنان الطبيعية ومظهرها. ويجب الاهتمام بنظافة الفم والأسنان للحفاظ على هذه الجسور لأطول فترة ممكنة وتجنب تلفها وخسارتها أو تضرر الأسنان المجاورة. تصنع جسور الأسنان من خامات متنوعة (البورسلين والمعادن وغيرها..) ويعتمد اختيار نوع مادة الجسر على عدة عوامل، أشهرها موقع السن في الفم، والمظهر الجمالي للابتسامة، والقدرة المادية.
تشمل أنواع جسر الأسنان بناء على المادة المصنوعة منها وهي:
- جسر الأسنان البورسلين:يصنع من مادة البورسلين وهو نوع من السيراميك، ويتميز بمظهره الجمالي الطبيعي الذي يشبه الأسنان الطبيعية بشكل كبير.
- جسر الأسنان الزيركون: تصنع هذه الجسور من الزيركونبالكامل، حيث تتميز جسور الأسنان الزيركونبصفوها ومظهرها الجذاب، إضافة الى متانتها وقوتها مما يجعلها الخيار الافضل لدى الكثيرين، كما أنها ملائمة للأشخاص الذين يمتلكون حساسية من المعادن.
- جسر الأسنان المعدني: يتكون هذا النوع من سبائك معدنية، مثل الكوبالت، او الكروم، والنيكل. تعد هذه الجسور الاقل من حيث التكلفة لكنها تختلف اختلافا كبيرا وواضحا عن الأسنان الطبيعية، وبالتالي قد يكون لها بعض الاثار السلبية على المريض، ولكن مع هذا يمكن تلوين الجسر لتفادي هذه المشاكل وجعله ملائما ويتشابه مع الأسنان الطبيعية.
- جسر الأسنان المعدني المغطى بالبورسلين:تتكون هذه الجسور من أساس معدني مغطى بطبقة من البورسلين للحصول على جسر يتمتع بصفات المعادن المتينة والصلبة، والمظهر الجمالي للبورسلين الذي يحاكي الأسنان الطبيعية.
- جسر الأسنان الذهبي: يصنع هذا النوع من سبائك تتألف من الذهب ومعادن أخرى كالنحاس والبلاتين، تتسم بمتانتها وقدرتها على تحمل الضغط، إلا أنها عالية التكلفة مما يجعلها قليلة الاستخدام في هذه الآونة.
ما هي إيجابيات جسور الأسنان؟
قد يتم اختيار جسر الأسنان علاجا لفقدان الاسنان وتفضيله عن بعض الإجراءات العلاجية الاخرى كالزراعة وغيرها للعديد من الأسباب،
منها:
- الخفة التي يتمتع بها الجسر مما يجعل المريض لا يشعر بالثقل والضغط والتمتع بالراحة أثناء المضغ دون أي انزعاج أو إحساس بوجود جسم غريب داخل الفم.
• التأقلم السريع للمرضى على وجوده. - هي عملية سريعة نسبيًا، إذ لا يستغرق تركيبه أكثر من زيارتين للطبيب.
- يمكن أن يبقى قويا وفعالا في الفن لفترة طويلة في حال تمت العناية بالنظافة الشخصية للفم والأسنان، واتباع نصائح وتوجيهات الطبيب بحذافيرها دون إهمال.
ما هي سلبيات جسور الأسنان؟
لا يخلو تركيبه جسر الأسنان من بعض السلبيات والمشاكل المحتملة، أهمها:
- تطبيق ضغط إضافي على الأسنان الداعمة المجاورة، مما قد يسبب مع الأيام ضعفها وحدوث بعض المشاكل فيها، خاصة إذا كان الجسر طويلًا أو طرفيًّا ويرتكز على جانب واحد فقط.
• فقدان جزءًا من الأسنان السليمة بلا عودة، وذلك بسبب برد الأسنان المجاورة لتركيب تيجان سنية جديدة. - مشاكل في عصب السن الداعم (أو فقده)، بالإضافة إلى تضرر في المينا والتي قد يعاني منها الشخص عند البرد قبل تركيب الأسنان.
- الحاجة لتجديد جسر الأسنان كل 5 – 15 عامًا، وذلك وفقا لحالة الأسنان التي تتحدد بمدى اهتمام المريض بأسنانه.
- تسوس في الأسنان المجاورة، خاصة عند إهمال قواعد التنظيف والعناية.
• إمكانية خلع الجسر وانزلاقه، وفي هذه الحالة يحتاج الأمر لتدعيم قوي ومضاعف للجسر.
• التهابات وقيح وحدوث مشاكل في اللثة (حساسية) في المنطقة المحيطة بالجسر أو تحته مباشرة.
هل تمنح جسور الأسنان مظهراً طبيعياً؟
في الواقع هذا الأمر يعود للطبيب المختص بالدرجة الأولى ومهارته واتقانه لعمله، وذلك يحدده اختيار لون متناسق مع لون الاسنان الطبيعية حتى لا يكون هناك فروقات واختلافات واضحة عند الابتسامة، بالإضافة إلى شكله حجمه المتناسق مع الاسنان ليقوم الجسر بالوظيفة المطابقة لوظائف الأسنان الأصلية.
في الختام:
المقصود بمصطلح جسور الأسنان هو الجسر الذي يستخدم لملأ الفراغ الذي يخلقه سن تالف مفقود أو أكثر، ويقوم بتعويض الأضرار الناجمة عن هذه المشاكل التي تؤدي الي الضرر الوظيفي المتمثل بعملية المضغ والنطق الصحيح للأحرف، بالإضافة إلى تحسين الشكل العام للوجه والفم وإضفاء ابتسامة فاتنة.
في النهاية، وعلى الرغم من التطور الكبير والناجح الذي حازت به زراعة الأسنان فلا يزال تركيب جسور الأسنان يشكل الخيار الانسب والاكثر شيوعاً للكثير من الحالات بسبب كلفته الأقل بالمقارنة مع زراعة الأسنان كما أنها تشكّل خياراً أمثل لبعض الحالات المرضية الخاصة.
